News Space
arrow-left
To space news

إكتشاف أن الكويكب "ريوغو" هو عبارة عن كومة من الحجارة سيؤثر على أنظمتنا الدفاعية ضد الكويكبات

اتضح أن كويكب "ريوغو" ليس صخرة مستقرة كما يبدو، وقد يكون لهذا تأثير على دفاعاتنا ضد الكويكبات في حال واجهنا تهديداً حقيقيًا في المستقبل.

عوديد كرميلي
27.08.2019
ليست جميع الكويكبات في الفضاء هي كتلة واحدة صلبة من الصخر. قسم منها يتكون من قطع مفككة تماماً. الصورة من: NASA, ESA, and D. Jewi
ليست جميع الكويكبات في الفضاء هي كتلة واحدة صلبة من الصخر. قسم منها يتكون من قطع مفككة تماماً. الصورة من: NASA, ESA, and D. Jewi

 

كويكب ريوغو هو كومة مفككة من الحجارة وليست له نواة مستقرة – هذا ما ظهر بعد تحليل بيانات المسبار MASCOT، والذي حط على الكويكب في عام 2018. نشرت وكالة الفضاء الألمانية النتائج المفاجئة في مجلة Science، مضيفة لذلك تحذيرًا صارمًا: في حالة دخل كويكب ريوغو أو كويكب مشابه له في مسار اصطدام مع الأرض - فإن أي محاولة لتحويله عن مساره يمكن أن تفككه لأجرام. والنتيجة وفقًا للباحثين، ستكون أمطارًا من كويكبات تزن كل منها عدة أطنان.

 

نصف مليار طن

 

ريوغو هو جرم قريب من الأرض (Near-Earth object) تم اكتشافه عام 1999. يبلغ قطره نحو 850 مترًا ويزن حوالي نصف مليار طن. ينتمي الكويكب إلى مجموعة من كويكبات أبولو، وهي الكويكبات التي تكون مداراتها حول الشمس أكبر من وحدة فلكية واحدة، أي من مدار الأرض حول الشمس. لهذا السبب، قد يصطدم كويكب أبولو يومًا ما بالكرة الأرضية.

 

 

في صيف عام 2018، وصلت المركبة الفضائية هيابوسا 2 التابعة لوكالة الفضاء اليابانية إلى الكويكب وبدأت بدراسته. في تشرين أول 2018، أطلقت المركبة الفضائية مركبة هبوط ألمانية - فرنسية اسمها MASCOT، أو Mobile Asteroid Surface Scout، والتي أنتجت شركة "رامون تشيبس" الإسرائيلية حاسوبها. ولمدة 17 ساعة، قامت المركبة بإجراء مسح إشعاعي دقيق لسطح الكويكب من عدة نقاط مختلفة.

 

2_MASCam14_Night2_Seq3_rgb_enh_(2).jpg

صخرة تشبه القرنبيط على سطح
صخرة تشبه القرنبيط على سطح

 

2_Fig.jpg

مقارنة للتوضيح: ريوغو (من اليسار) مقارنة بأبراج على الكرة الأرضية والكويكب ايتوكوا. الصورة من:  JAXA
مقارنة للتوضيح: ريوغو (من اليسار) مقارنة بأبراج على الكرة الأرضية والكويكب ايتوكوا. الصورة من: JAXA

 

قرار مصيري

 

أصدرت وكالة الفضاء الألمانية مؤخراً نتائج المسح - والمثير للدهشة أن ما بدا صخرة ضخمة وصلبة تبين أنها مجموعة مفككة إلى حد ما من الأحجار. يتكون ريوغو من نوعين مختلفين من الأحجار السوداء، ويمتلك متوسط ​​كثافة يبلغ 1.2 غرام لكل سنتيمتر مكعب - أي أنه أثقل بقليل من الجليد. كيف يمكن أن تكون كثافة كويكب يزن نصف مليار طن بنفس كثافة الجليد؟ الإجابة هي وجود فراغات بين الحجارة.

 

 

في الواقع، تُظهر القياسات نظريتين محتملتين عن تكوين الكويكب. وفقًا للنظرية الأولى، تشكل ريوغو نتيجة تصادم جرمين مختلفين، كل منهما مصنوع من صخرة مختلفة. أدى الاصطدام إلى تفتت الصخرتين وأنشأت الجاذبية جسمًا جديدًا - ومفككاً إلى حد ما - من الشظايا. أما النظرية الثانية فهي أن ريوغو قد انفلت كوحدة واحدة من جسم أكبر، وكانت ظروف نواته تسمح بتكوين نوعين مختلفين من الأحجار.

 

 

في كلا الحالتين، يعتبر اكتشاف MASCOT المفاجئ إشارة تحذير خطيرة. في حالة اكتشاف كويكب في مسار تصادم مع الأرض، سيتعين على صانعي القرار أن يقرروا ما إذا كانوا سيحاولون تحويل الكويكب عن مساره. أحدى الطرق البسيطة للقيام بذلك هي من خلال الاصطدام بالكويكب. في حالة ريوغو، سيكون هذا خطأ فادحاً، حيث يمكن أن يتفكك الكويكب الذي يبلغ وزنه نصف مليار طن إلى صخور لا حصر لها يصل وزن كل منها إلى بضعة أطنان – وقد يسقط بعضها على الكرة الأرضية.

 

 

لسوء الحظ، ليست لدينا طريقة لمعرفة ما إذا كان ريوغو هو حالة استثنائية، أو كان النظام الشمسي مليئًا بالفعل بالكويكبات المفككة من هذا النوع. وفي حالة اكتشاف مثل هذا الكويكب بعد فوات الأوان، قد لا يكون للبشرية الوقت الكافي لتحديد ذلك قبل اتخاذ القرار بتفجيره أم لا.

 

asteroid_meteorite_impact_meteor_comet_end_time_disaster_space-1017027.jpg

تفجير كويكب في مسار تصادم مع الأرض لن يكون فكرة جيدة على الإطلاق
تفجير كويكب في مسار تصادم مع الأرض لن يكون فكرة جيدة على الإطلاق

 

في انتظار العينات

كما ذكرنا، انتهت مهمة MASCOT على سطح ريوغو بعد 17 ساعة. لكن مهمة المركبة الفضائية الأم هيابوسا 2 لا تزال مستمرة. في كانون أول 2019، ستعود المركبة الفضائية إلى الأرض، وهي رحلة ستستغرق عامًا ونصف إضافية. في كانون أول 2020، ستصل هيابوسا بحمولتها الثمينة - عينات من تربة الكويكب - على أمل أن تهبط بسلام في جنوب أستراليا ثم تشق طريقها من هناك نحو المختبرات في اليابان. إذا نجحت المهمة، فستكون تلك العينات الأهم من عالم آخر منذ إحضار العينات التي جمعتها ناسا من القمر خلال مهمات أبولو.