نبذة عن وكالة الفضاء الاسرائيلية

تندرج وكالة الفضاء الإسرائيلية تحت لواء وزارة العلوم والتكنولوجيا والفضاء، وهي الجهة المسؤولة عن تنسيق نشاطات برنامج الفضاء المدني والاشراف عليه. وفي صلب نشاط وكالة الفضاء يأتي الاعتراف بأهمية البحث والتطوير. تدعم الوكالة بشكل خاص البحث والتطوير العلمي الذي له نتائج اقتصادية فعلية، مثل تطوير تقنيات جديدة ومميزة. أضف إلى ذلك، تعمل الوكالة من منطلق أن الاهتمام بمجال الفضاء سيرتقي بالاقتصاد الإسرائيلي، ويثبت مكانتها في العالم ويعزز رفاهية المواطنين في مجالات الاقتصاد، الاتصالات، ومعالجة تلوث البيئة والبحوث.
 
تتعدد أهداف وكالة الفضاء الإسرائيلية وتتنوع، ومن بينها يمكن الإشارة إلى توسيع التعاون والعلاقات التبادلية مع دول أخرى في مجال الفضاء، تطوير البحث المتعلق بالبنى التحتية والأكاديمية ومعاهد البحث، قيادة النهج العالمي لتصغير الأقمار الصناعية، دعم التطوير التكنولوجي الفضائي الجديد والمميز في صناعة الفضاء، رعاية وتطوير المهارات المستقبلية في مجال بحث الفضاء من خلال توعية الجمهور في مجال الفضاء ومشاريعه، وبشكل عام تعزيز التميز الاسرائيلي في هذا المجال وتثبيت مكانتها بين الدول الرائدة في العالم في بحث الفضاء واستغلاله.
 
هدف مهم آخر لوكالة الفضاء، هو تعزيز الصلة بين الصغار والفتية ومجالات الفضاء، بحيث يتم اشباع الفضول الطبيعي الكبير الذي يثيره هذا المجال لديهم وتعميق معارفهم واهتماماتهم في المجال. أما للجمهور الواسع، فان وكالة الفضاء تبادر إلى  فعاليات ونشاطات تمكن من التعرف على آخر الانجازات في مجال الفضاء، وتجرى خلال العام نشاطات رصد للسماء بحيث تقرب العوالم البعيدة وتثير الإلهام. وفيما يتعلق بالطلاب، فإن الوكالة تبادر إلى إجراء مسابقات قطرية في المجالات العلمية، تدعم المبادرات التكنولوجية مثل برنامج إطلاق القمر الصناعي الصغير ديخوفات 1 وغيرها. أما بالنسبة للمربين، فان الوكالة تقيم اجتماعات وندوات خاصة، وتطور مناهج تاهيلية للمعلمين والمرشدين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والمنظمة الإسرائيلية لرواد الفضاء.
 
صناعة الفضاء في إسرائيل
 
تتمتع إسرائيل بتاريخ فضائي طويل وناجح، يشمل تطوير تقنيات، وتطبيقات ومنتجات قوية ومنافسة في مجال الفضاء. لقد تم تأسيس برنامج الفضاء في ثمانينيات القرن العشرين، حيث كانت إسرائيل الدولة الثامنة في العالم التي تتمكن من إطلاق الأقمار الصناعية إلى الفضاء. وقد كان هدفها الرئيسي وما زال تثبيت بنية تحتية واسعة في دراسة الفضاء.
 
لقد واجهت إسرائيل تحديات أمنية ونقص في الموارد، لذلك ركزت على التكنولوجيا الدقيقة وتطوير الأقمار الصناعية الصغيرة، خفيفة الوزن، وذات الدقة العالية، قدرة استشعار عن بعد وكذلك أقمار صناعية للاتصالات. تعتبر إسرائيل اليوم رائدة عالميا في مجال تصغير الأقمار الصناعية ذات الامكانيات العالية، إنها دولة صغيرة تتمتع بأفضلية تكنولوجية عالية نسبيا في هذا المجال. صناعة الفضاء في إسرائيل تعنى تحديداً في تطوير وإنتاج الأقمار الصناعية، بيع خدمات الاتصال والاستشعار عن بعد.
 
تتخصص إسرائيل في تطوير تكنولوجيا الأقمار الصناعية صغيرة الحجم ووسائل إطلاقها. وبالاعتماد على هذه التكنولوجيا، تقوم مجموعات إسرائيلية اليوم بتطوير أقمار صناعية صغيرة جدًا وأقمار صناعية متناهية الصغر من اجل محاكاة عمل التقنيات والتطبيقات المختلفة، واختبارها والمصادقة عليها.
تتخصص صناعة الفضاء الإسرائيلية في الأقمار الصناعية للتصوير بدقة عالية والتي يتم اطلاقها إلى مدارات منخفضة (LEO) وكذلك أقمار الاتصالات المثبتة في مدارات متزامنة مع الأرض (GEO). رغم الميزانيات المتواضعة نسبياً، فان انجازات المشروع الفضائي لإسرائيل منذ 1988 مثيرة جداً في مجال انجازات صناعة التكنولوجيا المتقدمة في الدولة. وبالنسبة لعلاقة التكلفة والمنفعة والامكانيات العالية مقارنة بالوزن المنخفض، فإن أقمار التصوير الاسرائيلية تعتبر رائدة عالمياً. ومن بين الأقمار الصناعية الإسرائيلية في الفضاء يمكن الإشارة إلى سلسلة خماسية من أقمار الاتصالات "عاموس"، الأقمار الصناعية العشرة "اوفك" لمجالات التجسس، زوج الأقمار الصناعية للتصوير "روس"، والقمر الصناعي البحثي "تكسات 2".