News Space
arrow-left
To space news

حدث كبير وهام في الرحلة الإسرائيلية إلى القمر: بدأت التجارب تختبر سترة شركة ستمراد في محطة الفضاء

يُتوقّع بخصوص هذه السترة الواقية من الأشعة خلال الرحلات الطويلة إلى الفضاء السحيق، أن يتمّ اختبارها في مهمة أرتيمس 1 أيضا، بنهاية عام 2021

بار حيون
10.01.2021
الشرح أسفل الصورة: بِذْلة ستمراد الموجودة داخل الكوبولا ("قبّة") في محطة الفضاء الدولية. تصوير: جيسيكا مائير، إهداء من NASA
الشرح أسفل الصورة: بِذْلة ستمراد الموجودة داخل الكوبولا ("قبّة") في محطة الفضاء الدولية. تصوير: جيسيكا مائير، إهداء من NASA

 

أعلن المختبر الوطني الأمريكي في محطة الفضاء الدولية أنّ رواد الفضاء باشروا إجراء تجارب على السترة الواقية التي طوّرها لأجل الحماية من إشعاعات الفضاء؛ التجارب هذه والتي باشروا بها خلال هذا الشهر وستستمر حتى الأشهر المقبلة، تشكّل حدثًا هامًّا وكبيرًا ضمن برنامج أرتيمس لناسا في إعادة روّاد فضاء إلى القمر ولاحقا إلى المريخ.

 

تُعتبر الانفجارات الشمسية ذات الجرعة الإشعاعية العالية للغاية، أحد المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها رواد الفضاء في مهام الفضاء السحيق. قد تعمل هذه الإشعاعات، خلال المهامّ الممتدة، على الإضرار بأدائهم، بل على المدى البعيد ستكون مميتة. توفِّر سُتَر أستروراد (AstroRad) الحمايةَ لروّاد الفضاء من الأشعة المهدِّدة للحياة في الفضاء العميق. تم تطوير هذه الستر من قِبل شركة ستمراد الإسرائيلية، بتعاون مع عملاقة صناعة الطيران والفضاء "لوكهيد مارتن"، وبتمويل ومساعدة من وكالة الفضاء الإسرائيلية العاملة في إطار وزارة العلوم والتكنولوجيا وسلطة الابتكار.

 

بعد أن تم إطلاق سترة تجريبية في نوفمبر 2019 ، كانت هذه المرة الأولى التي يظهر فيها علم إسرائيل في محطة الفضاء. صُنعت السترة الأولى لتناسِب النساء، أمّا الآن ومع وصول رائدة الفضاء شانون ووكر إلى محطة الفضاء، على متن المركبة الفضائية سبيس إكس دراجون، شرعوا بإجراء اختبارات شاملة بُغْية تقدير مستوى الراحة والأرغونومية اللتين تمنحهما السترة في ظروف انعدام الوزن خلال سلسلة من المهام المعقَّدة والمركَّبة والتي تتضمن تفريغ حمولة من المركبات الفضائية الراسية، القيام بتجارب علمية، استخدام ذراع روبوتية لتلتقط كبسولة، وما إلى ذلك. كذلك سيتم ارتداء هذه السترة أثناء القيام بأعمال الصيانة المستمرة، وحتى أنها ستُختبر أثناء النوم. إنّ الراحة والأرغونومية لهذه السترة، هما ذات أهمية بالغة، إذ أنّ الانفجار الشمسي قد يستمرّ لعدة أيام بل لأسابيع.

 

تذكرة سفر إلى المريخ

 
 

إلى يومنا هذا وما زالت جميع المهام المأهولة لاستكشاف وبحث الفضاء – رحلات أبولو إلى القمر – محدودة لمدارات قريبة من الكرة الأرضية (حتى مسافة تُقارِب ألفَي كيلومتر). يكون رواد الفضاء، داخل مجال هذه المسافة، محميّين بفعل الحقل المغناطيسي للكرة الأرضية من معظم مخاطر الأشعة بما يشمل الانفجارات الشمسية المميتة والأشعة الكونية المَجَرّية. بعد مرور خمسين سنة تقريبا، من آخر مرة وصل فيها البشر إلى سطح القمر، يعزم برنامج أرتيمس في إعادتهم إلى هناك. ولكن هذه المرة المقصود هو العودة إلى القمر لأجل مهام طويلة، بل حتى الوصول إلى المريخ. وبالتالي، وكجزء من التخطيط للمهام المأهولة الممتدة في الفضاء العميق، تحاول ناسا إيجاد حلول للحماية من التعرض للأشعة الخطيرة. إنّ التكنولوجيا الواعدة الإسرائيلية التي طوّرتها شركة ستمراد، والمبنية على حماية انتقائية لأعضاء الجسم الأكثر حساسية، على الأرجح وفي نهاية المطاف ستعطي لنفسها ولدولة إسرائيل تذكرةَ سفر إلى القمر وما بَعد، إلى المريخ.

 

في نوفمبر لسنة 2021، ضِمن إطار الاتفاقية مع وكالة ناسا وبتعاون مع وكالة الفضاء الألمانية (DLR)، سيتم إطلاق السترة على متن المركبة الفضائية أوريون التابعة لناسا، في مهمة أرتيمس 1 لمدار حول القمر بهدف فحص مدى فعّاليتها ونجاعتها في التصدّي للأشعة في الفضاء السحيق. ستكون هذه الرحلة الفضائية غير مأهولة، ولكنها ستحمل معها دُميتَين على شكل امرأتين، وهما "زوهار"، الدمية التي سترتدي السترة وَ "هلجا" وهي الدمية التي لن ترتديها. عند عودة هاتين الدميتين المزوَّدتَين بعدّة مستشعرات أشعة، سيكون بوسعنا المقارنة بينهما ونفحص مدى فعالية السترة.

 

في الطريق نحو القمر، نتوقف في محطة الفضاء

عمليًّا، ستقوم مهمة أرتيمس 1 بتأدية الاختبار الحقيقي الذي يفحص مدى نجاعة سترة أستروراد. كيف يمكننا اختبار ذلك ما لم تحدث أي انفجارات شمسية خطرة؟ "أثناء القيام بالمهمة، من المتوقع أن تمر المركبة الفضائية عبر حزام فان آلن لمدة 4 ساعات في كل اتجاه" علّل الدكتور أورن ميلشتاين، مدير عام ستمراد. "تتركّز في حزام فان آلن جسيمات مشحونة من الشمس، يتم صدّها بواسطة الحقل المغناطيسيّ لكوكب الأرض. وإنّ العبور في هذه المنطقة، يساعدنا على اتخاذ مقياس تقديريّ لكمية أشعّة الشمس الشديدة والمركَّزة التي تمّ استيعابها، وكأنّ المركبة الفضائية استوعبت أشعة من عاصفة شمسية حقيقية".

 

"لقد أُعدّت التجربة بأستروراد (في إطار مهمة أرتيمس 1) لتضمن حمايةً لروّاد الفضاء في السفرات المأهولة مستقبَلًا"، أضاف آڤي بلاسبرچر قائلًا، مدير وكالة الفضاء الإسرائيلية في وزارة العلوم والتكنولوجيا. "بعد أن تعود المركبة الفضائية إلى الكرة الأرضية، سيقوم العلماء بمقارنة مستويات امتصاص الأشعة بين الدميتَين البشريّتَين: الدمية زوهار المرتدية لسترة أستروراد، والدمية هلجا، التي ستحلّق بدون السترة".

 

في حال كانت نتائج التجارب مُرضيةً، عندها لا بُد من من إطلاق البِذلة إلى الفضاء خلال مهمة أرتيمس 2 أيضًا، سنة 2023. ستكون هذه هي الرحلة الفضائية المأهولة الأولى إلى القمر، منذ سنة 1972.