News Space
arrow-left
To space news

السباق نحو القمر على أشده، مرة أخرى

إعلانات عن رحلات مأهولة إلى القمر في 2017، وتصريحات حول محطات فضائية خاصة على القمر في 2020 – القمر بالنسبة لصناعة الفضاء الخاصة والعامة أصبح أقرب من أي وقت مضى.

عوديد كرميلي
16.03.2017
المركبة الفضائية أوريون | رسم: NASA
المركبة الفضائية أوريون | رسم: NASA
 
 قبل حوالي الشهرين، في 17 كانون الثاني 2017، توفي يوجين سيرنان، آخر انسان مشى على القمر. عندما أغلق سيرنان باب مركبة الهبوط القمرية للمرة الأخيرة، في 14 كانون الأول 1972، قال جملته الشهيرة: "نغادر كما وصلنا، وان شاء الله، سنعود، بسلام وأمل لكامل الجنس البشري".
 
وبالفعل وبعد 45 عاماً، يبدو أن البشرية ما زالت تحلم بالعودة إلى القمر – اذ يتجدد السباق نحو القمر في هذه الأيام بوابل من التصريحات الدراماتيكية والتسريبات المثيرة.
 
في 15 شباط، فاجأ رئيس ناسا المؤقت روبرت لايتفوت (لم تعلن حكومة ترامب عن مرشحها الرسمي للمنصب بعد) العالم عندما طالب وكالة الفضاء الأمريكية بدراسة إمكانية ضم رواد فضاء للرحلة التجريبية لمكوك الفضاء الجديد أوريون، والذي من المفترض أن يدور حول القمر في أيلول 2018.
 
 
مكوك الفضاء أوريون يعوم في مياه المحيط الهادئ بعد رحلته الأولى في عام 2014 | تصوير: NASA
 
 
بعد ذلك بأسبوع، في 27.2، أعلن مؤسس شركة الفضاء الخاصة (SpaceX) ايلون ماسك عن نيته إرسال سائحين في مدار حول القمر في 2018 أيضاً. لم يمر اسبوع على اعلان ماسك حتى كشفت الواشنطن بوست في 2.3 وثيقة داخلياً لشركة (Blue Origin) التي أسسها الملياردير جيف بيزوس – منافس ماسك كما يقول البعض – ورد فيها أن الشركة تخطط لانشاء مساكن ثابتة في القطب الجنوبي للقمر في منتصف العقد القادم. كما صرح روبرت بيغلو رائد مكونات محطات الفضاء المنتفخة Bigelow Aerospace في لقاء مع موقع Space.com انه اذا نجح ترامب في تحريك القطاع الخاص (كما فعلت تفوهات لايتفوت) فيمكن أن تطوف محطة فضاء خاصة حول القمر بالفعل في 2020.
 
مقابل كل هذا، تتقدم ناسا في برنامج حكومي من عهد الرئيس أوباما لبناء محطة فضاء دولية قريبة من القمر، والتي ستسمح بتحريك واطلاق اسهل لرحلات مأهولة نحو المريخ في العقد الثالث من القرن الـ 21. علينا ان نفهم انه رغم تصريحات لايتفوت حول ارسال رواد فضاء في مدارات حول القمر في 2018، ورغم الشائعات التي تسود صناعة الفضاء والتي من المفترض بناءًا عليها أن يوجه الرئيس الجديد موارد وكالة الفضاء لصالح رحلات مأهولة جديدة نحو القمر، ما زال برنامج العمل الرسمي لناسا يرى في القمر محطة وسطية على الطريق نحو المريخ. في الشهر الماضي على سبيل المثال، اتفق ممثلو وكالات الفضاء في الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا وكندا واليابان على المسار المستقبلي لمحطة الفضاء – حيث من المفترض أن يبدأ بناء المحطة نفسها، والتي ستكون بطبيعة الحال في مدار حول القمر، في عام 2021.
 
وليس من المفاجئ، أن تسارع وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية للاعلان بأن قوة الفضاء الناشئة تطور هي أيضاً مكوكاً يمكنه حمل ستة رواد صينيين إلى الفضاء، ودون أن يكون لهذا الأمر علاقة بنية الصين إحضار عينات جيولوجية من القمر حتى نهاية العام لحالي.
 
 
مكوك الفضاء دراغون من SpaceX في طريقه لمحطة الفضاء الدولية في 2014. هل ستصل إلى القمر قبل اوريون؟ | تصوير: SpaceX
 
 

هل نسينا الوصول إلى القمر؟

 
 
نظرياً، ليس من المفترض أن يكون الوصول إلى القمر أمراً صعباً اليوم. فعلى كل حال التكنولوجيا اليوم تفوق بأشواط تلك التي كانت في الستينيات. ولكن ينبغي ان نتذكر ان الامريكيين خصصوا ما لا يقل عن 4.5% من ميزانيتهم القومية، طوال عدة سنوات لبرنامج أبولو. وأن ما لا يقل عن 400,000 عالم، ومهندس وتقني عملوا في ناسا من اجل تمكين نيل ارمسترونغ من القيام بخطوته الصغيرة. ولغرض المقارنة، تشكل ميزانية ناسا اليوم نحو نصف بالمئة، ومع كامل الاحترام للنجاحات التي حققها ماسك وبيزوس عبر PayPal وأمازون – فإن القطاع الخاص بالتأكيد لا يمتلك الميزانية التي خصصها الرئيس كندي من أجل "انزال شخص على القمر واعادته سالماً إلى الكرة الأرضية قبل نهاية العقد ".
 
نظرياً، ليس من المفترض أن يكون الوصول إلى القمر أمراً صعباً اليوم. فعلى كل حال التكنولوجيا اليوم تفوق بأشواط تلك التي كانت في الستينيات. ولكن ينبغي ان نتذكر ان الامريكيين خصصوا ما لا يقل عن 4.5% من ميزانيتهم القومية، طوال عدة سنوات لبرنامج أبولو. وأن ما لا يقل عن 400,000 عالم، ومهندس وتقني عملوا في ناسا من اجل تمكين نيل ارمسترونغ من القيام بخطوته الصغيرة. ولغرض المقارنة، تشكل ميزانية ناسا اليوم نحو نصف بالمئة، ومع كامل الاحترام للنجاحات التي حققها ماسك وبيزوس عبر PayPal وأمازون – فإن القطاع الخاص بالتأكيد لا يمتلك الميزانية التي خصصها الرئيس كندي من أجل "انزال شخص على القمر واعادته سالماً إلى الكرة الأرضية قبل نهاية العقد ".
 
"عندما اسدل الستار على برنامج ابولو"، يوضح فروست، "تم إغلاق المصانع التي أنتجت هذه الأجهزة أو تم تحويلها نحو عمل آخر. تم تفكيك الوصلات. والقوالب تم اتلافها. التقنيون والمهندسون والعلماء ومراقبو الرحلات – جميعهم انتقلوا الى اعمال أخرى.. بحيث انه إذا أتينا اليوم وقلنا تعالوا نبني منصة اطلاق ساتورن أخرى ومكوك ابولو آخر لنسافر إلى القمر!" فلن يكون هذا الأمر بسهولة إخراج المخططات أو قص المعادن. لا نمتلك المصانع او الادوات. ولا نمتلك المواد. وليس بيننا أخصائيون يمكنهم توضيح الفرق بين مركبة القمر الحقيقية والمخططات. ولا أخصائيون يعرفون كيفية قيادة مركبة كهذه."
 
 
سيرنان في 1972.
مكوك الفضاء أوريون يعوم في مياه المحيط الهادئ بعد رحلته الأولى في عام 2014 | تصوير: NASA
 

ليس على حساب المريخ

 
 
طال عنبار، رئيس مركز بحوث الفضاء في معهد فيشر لدراسة استراتيجيات الجو والفضاء، يعتقد أنه رغم التحدي، فلا توجد مشكلة من حيث المبدأ في الوصول إلى القمر؟ "بالنسبة لناسا لن تكون هذه المرة الأولى"، يقول عنبار. "في الواقع، باستثناء برنامج ميركوري، فإن كل مركبة فضائية جديدة صنعت لتحمل رواد فضاء، قامت بذلك منذ رحلتها الأولى. لذلك فهناك في ناسا من يدعون، وبصدق، بأنه ان كانوا سيطلقون صاروخاً نحو القمر في 2018، فمن الاجدى ان يكون مأهولاً. الصينيون والهنود أيضاً يعملون على برامج مأهولة. الصين نجحت بالفعل في انزال روبوتات على القمر. هم ما زالوا لا يمتلكون منصة قوية بما يكفي لاطلاق مهمة مأهولة، ولكنهم يعملون على LongMarch9، المنافس الصيني لـ SLS (Space Launch System) (منصة الاطلاق الثقيلة التي تطورها ناسا، لحمل مكوك الفضاء اوريون إلى القمر والمريخ – حتى الآن) فمسألة متى يمكن بالضبط رؤية علم الصين على القمر أصبح مرتبطاً بالأولويات الداخلية للصين، وليس بالابتكارات التكنولوجية.
 
بالنسبة للمريخ، يوضح عنبار بأن القمر لن يأتي على حساب برنامج الفضاء المأهول نحو المريخ – ببساطة لأنه لا يوجد في الواقع برنامج ملموس كهذا حالياً. "عندما دخل أوباما إلى البيت الأبيض الغى برنامج كونستلاشين الذي وضعه بوش، والذي كانت من المفترض ان يعيدنا الى القمر في 2020. رغم قوله بأننا سنصل الى المريخ في وقت ما في المستقبل، لكن الكلام لا يكلف مالاً. حالياً، لن تكون العودة للقمر على حساب المريخ، ولكنني اعتقد بأن السباق نحو المريخ سيحتدم عندما تخرج الصين بخطة ملموسة لإنزال إنسان على المريخ – والولايات المتحدة في عهد الرئيس الحالي، تريد بالتأكيد أن تكون هي السباقة لذلك".